وجد باحثون من البرازيل وفرنسا وإيطاليا أن العديد من الكويكبات المتزامنة مع مدار الزهرة يصعب رصدها لأنها غالبًا ما تكون مخفية بسبب وهج الشمس، وأن ثلاثة منها على وجه الخصوص، وهي 2020 SB و524522 و2020 CL1، لها مدارات تُقرّبها من الأرض بشكل خطير.
وذكرت صحيفة "ديلي ميل" في تقرير لها أن الأسوأ من ذلك، أن هذه الكويكبات لا تتبع مسارات مستقرة تمامًا، مما يعني أن أي نوع من التغير في الجاذبية قد يُغيّر مسارها ويجذبها نحو الأرض.
اظهار أخبار متعلقة
يتراوح قطر الكويكبات الثلاثة التي تحلق مع كوكب الزهرة بين 330 و1300 قدم، (100 و396 متر) مما يجعل كل منها قادرًا على تدمير مدن بأكملها وإشعال حرائق هائلة وأمواج تسونامي.
وأشار الباحثون إلى أن مرصد روبين في تشيلي قد يتمكن من رصد كويكبات قاتلة تقترب من نقطة الضعف بالقرب من الزهرة، لكن فرصة رؤيتها ستكون قصيرة للغاية، وقد لا تدوم سوى أسبوعين إلى أربعة أسابيع.
وبحسب الدراسة، اصطدم أحد هذه الكويكبات بمدينة، فسيُحدث حفرة عرضها أكثر من ميلين، ويُطلق طاقة تفوق مليون مرة طاقة القنبلة النووية التي أُلقيت على هيروشيما، اليابان، عام 1945.
وركّز الفريق الدولي، بقيادة فاليريو كاروبا من جامعة ساو باولو، على الكويكبات التي تتشارك مدار الزهرة حول الشمس، والتي تُسمى الكويكبات المشتركة في مدار الزهرة.
وكتب الباحثون في تقريرهم لمجلة علم الفلك والفيزياء الفلكية: "يُعرف حاليًا عشرون كويكبًا مشتركًا في مدار الزهرة"، محذرين من أن "المشاركة في المدار تحمي هذه الكويكبات من الاقتراب من الزهرة، لكنها لا تحميها من الاصطدام بالأرض".
اظهار أخبار متعلقة
وجاء في الدراسة أن هذه الكويكبات تشبه في جوهرها راقصين يتحركون بخطوات متزامنة مع الزهرة أثناء دورانهما حول الشمس؛ فهما يبقيان بعيدًا عنها بأمان بفضل مداريهما المتزامنين.
ومع ذلك، فإن مساراتها المتذبذبة وغير المتوقعة قد تتقاطع مع مسار الأرض، وإذا وصلت إلى نقطة التقاطع هذه في نفس وقت وصولها إلى الأرض، فقد تصطدم بنا.
الكويكبات القريبة من الأرض، 2020 SB و524522 و2020 CL1، هي الأكثر إثارة للقلق، لأن لكل منها مسافة تقاطع مداري أدنى صغيرة جدًا (MOID)، وهي أقرب مسافة بين مدارها ومدار الأرض حول الشمس.
وهذه المسافة الأصغر تعني أن فرصة اصطدام الكويكب بالأرض تزداد بشكل كبير.
هذه الكويكبات الثلاثة القريبة من الزهرة لها مسافة تقاطع مداري أدنى أقل من 0.0005 وحدة فلكية (AU)، أي حوالي 46,600 ميل، (حوالي 75 ألف كيلومتر) أي أقرب من متوسط مسافة القمر عن الأرض.
في نيسان/ أبريل الماضي، زاد علماء ناسا من احتمالية اصطدام كويكب بالقمر إلى 4 بالمئة، وجاء هذا التوقع بعد أن ارتفعت احتمالية الاصطدام بالأرض إلى 3.1 بالمئة، وهي أعلى نسبة مسجلة على الإطلاق لكويكب كبير.
اظهار أخبار متعلقة
نظرًا لمحدودية قدرة التلسكوبات هنا على الأرض على الرؤية في جميع الاتجاهات في الفضاء، يعتقد الباحثون ضرورة إطلاق مسبار فضائي مخصص نحو كوكب الزهرة.
ووفقًا لتقريرهم، يُعد هذا المسبار هو الوحيد القادر على رسم خريطة كاملة للكويكبات الخطرة "التي لا تزال غير مرئية" المختبئة في البقعة العمياء للأرض.
في شباط/ فبراير، استبعدت ناسا احتمال اصطدام كويكب آخر يُعرف باسم 2024 YR4 بالأرض في عام 2032.
ويبلغ قطر هذه الصخرة الفضائية المهددة حوالي 200 قدم (حوالي 61 متر)، ولا تزال احتمالية اصطدامها بالقمر 1 من 25.
في حال اصطدامها بالأرض، ستُطلق انفجارًا أقوى بـ 500 مرة على الأقل من انفجار القنبلة الذرية التي أُلقيت على هيروشيما.
على الرغم من خروجه من منطقة الخطر، لا يزال العلماء يتتبعون 2024 YR4 لمعرفة حجمه الدقيق وتركيبه.